مَـا بَيْن السِطـور

مقتبسات للكاتب الإماراتي ياسر حارب من كتابه .. راقت لي فأردت أن أوضح ما تخلل خاطري بين السطر.



" أحب متفرقات الطرق لأنها تدفعنا إلى الاختيار" .. كثيراً ما نمر في حياتنا بطريق شائك تملؤه العقبات، تزداد الصعوبات كلما علا طموح المرء وأرتقى في القمم، غالباً ما يصل في نهايته إلى مفترق الطرق حيث تحديد المصير .. فلك الخيار بالتنازل والعودة أو المضي قدماً نحو الحلم لتتشبث بالمصير المجهول، هنا أنت تملك عدة خيارات غالباً ما تكون القرارات الحاسمة والمصيرية هي التي تشق طريق المرء إلى النور وتدفعه إلى اختيار الطريق الصحيح.

"الموهبة تصنع لك بداية جميلة و الإصرار يصنع لك نهاية أجمل" .. كثيرون من حولنا بل لنقل كلنا لدينا موهبة بثها الخالق في مكنوناتنا منا من يتجاهلها ومنا من يعمل على تنميتها والذي ينال نصيب الأسد هو من يصر بنظرته الثاقبة لتطويرها والمضي قدماً على سلم التميز لبلوغ الغاية ليجد الراحة في نهاية المطاف بعد أن بيتكلل عناءه بالنجاح.

  "اختر ذكرياتك و لا تجعلها تختارك" .. اغتنم خمساً قبل خمس كما قال الصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .. شبابك قبل هرمك، أنت في أوج الشباب تملؤك الحياة لا تدع الحياة تدفنك في ظلماتها ومشاغلها، فتخرج منها بخفي حنين، لتلقى نفسك على عكازتك وقد خط الزمن بآثاره على وجهك، تحاول عابثاً البحث في أرشيف حياتك عن ذكرياتك جميلة تضيء لك ما تبقى من العمر لتلقى نفسك في نفقاً مظلم لا نهاية له سوى هالات الحزن والكآبة التي تحيط بالمكان.. فلا تدع الحياة تسيرك وتضطرك للانصياع لموجها العاتي أصنع حاضرك فهو ماضي مستقبلك .

"الاسوأ من أن يكرهك الناس هو أن يسيئوا فهمك" .. أمامك مجموعة من الكلاب الجائعة تنبح وكلما اقتربت منها زاد نباحها وعلت صرخاتها ولكن هي لا تستطيع المساس بك لأنها محكومة بوثاق يحول بينها وبين الانقضاض عليك لذا من السفاهة أن تأتي وتحل وثاقها بنفسك .. كذلك هم البشر دعهم يخوضوا ويكثروا اللغو وأعرض عن الجاهلين، إنغامسك أو حتى إكتراثك بما يقولون يجعلك فريسة سهلة لللإنقضاض عليها، لذا كان التجاهل عن مثل هؤلاء فن راقي لا يتقنه الكثيرون، وأعلم أن رضا الناس غاية لا تدرك، فدع الخلق للخالق. ( يحدثني السفيه بكل قبحٍ .. فأكره أن أكون له مجيبا .. يزيد سفاهةً فأزيد حلماً .. كعودٍ زاده الإحراق طيبا ) .. أنت تعلم من أنت ومن يعرفك لن يسيء فهمك وواثق الخطى يمشي ملكاً..

..{ بقلم : ع ــائِشـة